نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 166
وبينما
كان من لا يستحق أن يؤم اثنين في صلاة كان يقاتل على الخلافة الكبرى، ويسيل دماء
الخلق لينادى باسمه خليفة ويوقع في ذيل المراسيم، ولو بثمن عشرات الآلاف من
المسلمين، كان علي عليه السلام، ينادي " أنا لكم وزير خير لكم مني
أمير".
وفيما
كانت تنعقد المساومات من قبله، ويحلب الواحد للثاني اليوم ما سيعيطه ثمنه غدًا!
كان الإمام عليه السلام يقول : " إنّا مستقبلون أمرًا له وجوه وألوان، لا
تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت، والمحجّة قد تنكّرت
واعلموا : أني إن أجبتكم، ركبت بكم ما أعلم، ولم أصغ إلى قول القائل، وعتب العاتب،
وإن تركتموني فأنا كأحدكم ».[1]
2/
كذلك لم يكن التمايز والفرق في أسلوب الإمام في استلام الخلافة فقط وإنما كان في
الدوافع لذلك، وهو الذي عبر عنه الإمام الحسين عليه السلام بقوله " اللهم إنك
تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافسا في سلطان ولا التماسا من فصول الخصام ولكن لنري
المعالم من دينك ويظهر الإصلاح في بلادك ويأمن المظلومون من عبادك ويعمل بفرائضك
وسننك وأحكامك".[2]