اقتصادية لأبناء المجتمع على أثر ما تقدم، وعلى المجتمع ككل.

نقول بالرغم من ذلك فإن الإمام عليه السلام لم يتوقف عن خطواته الإصلاحية، وتقديم نموذجه في الحكم الإسلامي، ولقد أفلح في ذلك ونجح، بحيث بقي هذا النموذج ولا يزال، قادرا على تعريف الناس بالحكم العادل.

9/ وبالإضافة إلى التجربة العملية المباشرة في تطبيق العدالة، وإبراز النموذج الفاضل في الحكم، فإنه قدم أيضا برنامجًا نظريًّا متقدما، ودستورا متكاملا في الإدارة للمجتمع، وهو ما عرف فيما بعد بعنوان : عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر النخعي. حين عهد إليه بولاية مصر، وقد كتب كثير من العلماء والباحثين[1] عن هذا العهد ومضامينه، ونقترح على القارئ الكريم الرجوع إليه والتأمل فيما جاء فيه، أو الاستعانة بما كتب حوله.

[1]) راجع اللنكراني؛ الشيخ فاضل: الدولة الاسلامية (شرح لعهد الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر النخعي)، والفكيكي؛ توفيق : الرّاعي والرّعِیة شرح‌ عهد الإمام علي علِیه السّلام و الشهرستاني، سيد هبة الدين: رسالة في سند عهد علي الى مالك الاشتر و شرح متنه.. وغيرها من الكتب، وقد كتب الباحث المعاصر إسماعيل محمدي مقالة بالفارسية، بعنوان ببليوغرافيا عهد الإمام لمالك الأشتر، في موقع تبيان.نت، دوّن فيها ما ألف من الكتب حول العهد المذكور باللغة العربية والفارسية، ما بين شرح وإثبات نفس العهد، فجاء بنحو ثمانين كتابًا.