ومن مدرسة الخلفاء فقد اشتهر كتاب المحدث أحمد بن شعيب النسائي[1] في خصائص الإمام علي عليه السلام وأورد فيه 190 حديثًا في فضائل الإمام أمير المؤمنين وخصائصه.

وقد ذكرنا فيما سبق أن كل من ألّف في ترجمة أصحاب النبي قد ذكر شيئًا قليلًا أو كثيرًا من مناقبه وفضائله. ومشكلة بعض تلك التصنيفات أنها مؤلفة في ضمن التوازنات فلا يصح مثلا أن يذكر مؤلفها عن فلان من الصحابة عشرة أحاديث قد لا يسلم منها نصفها، وفي نفس الوقت يذكر عن علي عليه السلام خمسمائة حديث! فيرى نفسه مسوقًا للاختصار الشديد في فضائل الإمام عليه السلام.

كما أن بعضها يكون مؤلفها محكومًا بعقيدته وانتمائه المذهبي فلا يورد الأحاديث التي تذكر فضائل للإمام وتتنافى مع عقيدته تلك، وإن كانت بحسب الموازين العلمية سليمة سندًا ومتنًا.

وبعضها متأثر بتوجه الحاكم والخليفة الذي يعيش تحت سقفه المؤلف، فإذا كان بطاشًا ومبغضًا للإمام فإنه لا يذكر الكثير من فضائل الإمام عليه السلام. وبهذا اعتذر بعض الكتاب عن اختصار

[1]) وقد ذكرنا في صفحات سابقة شيئًا من ترجمته ومقتله!