وعلى رأس الأربعين من عمر رسول الله صلى الله عليه وآله، والعاشرة من عُمر علي كانت بعثة رسول الله بالرسالة.

5/ عليٌّ من بعثة النبي إلى هجرته

هل يمكن أن نقول أسلم علي؟ أو آمن؟ ومتى لم يكن كذلك؟ على كل حال فقد كان الأول الذي عرض عليه الإيمان بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله، وبالطبع كان الأول الذي أظهر اعتقاده بالله الواحد الأحد وبنبيه المبعوث للناس كافة. والتركيز على هذه الأولية المطلقة كان منهج أهل البيت بينما إفساد هذه الأولية المطلقة بجعلها نسبية كانت طريقة المنهج الأموي.

فقد حاول ذلك المنهج أن ينكر أن عليًّا هو الأول، ولكن هل يمكن حجب الشمس؟ فسعى بعد ذلك لتنسيبها، فقال: نعم هو أول من أسلم! لكن من الصبيان. وأول من أسلم من الرجال فلان! وأول من أسلم من العبيد فلتان! وأول من أسلم من الحبشة كذا! وبهذه الطريقة حاولوا إسقاط أولية إسلامه. وإعطائها لغيره[1] ثم تقدم ذلك الاتجاه الأموي خطوة أخرى فقالوا شتان

[1]) أسد الغابة، ج ١، ابن الأثير، ص ٩١ الطريف أن ذلك مروي على لسان أمير المؤمنين عليه السلام، فهم يقولون أنه يوم قبض أبو بكر : " جاء علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسرعا باكيا مسترجعا وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أبو بكر ثم قال رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم اسلاما وأخلصهم ايمانا وأكثرهم يقينا وأعظمهم غناء.."