عقيل، وكان عارفًا بأنساب العرب، فقال عليه السَّلام: يا أخي، أريد منك أن تخطب لي امرأةً من ذوي البيوت والحسب والنَّسب والشَّجاعة، لكي أصيبَ منها ولدًا يكون شجاعًا وعَضُدًا ينصر ولدي هذا، وأشار إلى الحسين عليه السَّلام ليواسيه في طفّ كربلاء، وقد ادَّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصِّر عن حلائل أخيك وعن إخوانك؟!قال: فارتعد العبَّاس وتمطَّى في ركابه حتَّى قطعه، قال: يا زهير، تشجّعني في مثل هذا اليوم؟ واللهِ لأُرينَّك شيئا ما رأيتَه قط ".

وهنا يأتي سؤالٌ : كيف يمكن لأمير المؤمنين وهو أعلم النَّاس بعد رسول الله وباب مدينة العلم أن يذهب ويسأل أخاه عقيلاً؟ فهل عقيل أعلم منه في هذا الجانب؟

والجواب على ذلك من عدَّة وجوه:

الوجه الأوَّل: إرشاد النَّاس للرُّجوع إلى المتخصّص:

الإمام عليٌّ عليه السَّلام حين سأل أخاه عقيلا أراد أنْ يُرشد النَّاس إلى قاعدة عامَّة وهي الرّجوع إلى أَهْل الخِبْرَة في فَنّهم [1]فالإمام المعصوم ـــ كما نعتقدُ نحن الشيعة الإِماميَّة ــــ أعلمُ أهل زمانه في

[1] (وقد أشار إلى الوجهين الأول والثالث: المرحوم السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه الصحيح من سيرة الإمام علي عليه السلام.