نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 253
جميع العلوم،
ولكنَّه يريد إرشاد النَّاس للرجوع إلى الخبير في فنّه، ولهذا حين جرُح أمير المؤمنين
وبات ليلة إحدى وعشرين وقد سرى السمُّ في بدنه، طلب أن يُؤتى له بــ(أثير بن عمرو
السَّكوني) وهو أبرز الأطباء الجرّاحين في زمانه، هذا لا يعني أنَّ أثيرًا أعلمُ
من أمير المؤمنين، بل أمير المؤمنين أعلم منه، ولكنَّه أراد أن يُعَلِّمَ النَّاسَ
فكرة الرّجوع إلى المتخصّص، إضافة على ذلك أميرُ المؤمنين أراد أن يُخبرنا بإمضاء
الشَّارع أمر الرّجوع إلى المتخصّص في كُلِّ فنّ، ففي مجال الطّب يُرجع للطّبيب،
وفي مجال الهندسة يُرجع للمهندس، وفي مجال النَّسب يُرجع للنَّسَّابة كعقيل بن أبي
طالب الَّذي كان من الخُبراء في علم الأنساب.
الوجه الثَّاني:
تعليم النَّاس مبدأ المشاورة:
الإمام
عليٌّ عليه السَّلام حين سأل أخاه عقيلا أراد أن يُؤسّسَ لهذا المبدأ(مبدأ
المشاورة)، وهو أنَّ الإنسان إذا أراد أن يُقْدِمَ على أمرٍ من أمور حياته عليه أن
يستشير مَنْ حوله، وأن يستمع إلى غيره حتَّى يزن الآراء والأقوال ويُرْشَد إلى
الصَّواب كما جاء في الحديث النَّبَويّ: "ما تَشَاوَرَ قَوْمٌ إلا هُدُوا
لأَرْشَدِ أَمْرِهِم"، وأيضاً في القرآن الكريم:(الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ
الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)،
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 253