بالطبع هذا هو المهر الظاهري وإلا فإن المهر الواقعي الذي تتحدث عنه الروايات، هو أمر تنحسر عنه العقول وتحار فيه!

هـ/ عاش علي وفاطمة عليهما السلام حياة زوجية استمرت من نهاية السنة الثانية للهجرة إلى حوالي منتصف السنة الحادية عشر، حيث كانت شهادتها عليها السلام، ورزقا فيها : الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، وأما محسن فقد أسقط في قصة الهجوم على الدار بعد وفاة رسول الله وقد تعرضنا لذلك في كتابنا : إني فاطمة وأبي محمد.

وقد احتوت هذه الأسرة على ما يمكن عده المثال الأفضل للحياة الزوجية لا سيما وأن طرفي الزواج كانا معصومين، وقد اختصرها الإمام عليه السلام بقوله : " فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرًا، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان"[1].

وبهذا القول الصريح فإنه يمكن شطب خط البطلان على كل الروايات الأموية والمتأثرة بالمنهج الأموي التي تتحدث عن مشاكل ومصاعب اعترضت علاقتهما الزوجية، الأمر الذي يكذبه عصمة الزوجين، وهو ما يعتقده الإمامية، بالإضافة إلى تصريح الإمام هذا.

[1]) الإربلي؛ علي بن أبي الفتح: كشف الغمة في معرفة الأئمة ١/ ٣٨٣.