بل الخطة الإلهية. فإنه منهما سيقدر الله سبحانه أن يكون للرسول امتداد نسبي وبقاء في العترة والذرية (كل نبي ذريته من صلبه وذريتي من صلب علي)، وسيكون (أهل البيت) هذا هم ورثة علم النبي وفيهم ستكون الامامة الممتدة.

د/ إنه قد جاء في خطبة النكاح التي تلاها النبي المصطفى ما يلي : " وقد أمرني الله أن أزوّج فاطمة من علي، وإنّي أشهد أني قد زوجتها إياه على أربعمئة مثقال فضة، أرضيت؟ فردّ الإمام عليٌّ : قد رضيت يا رسول الله" ومع أن الفقهاء قد أوردوا مهر فاطمة في باب استحباب قلة المهر، ولا ريب في ذلك الأمر كمبدأ في مقابل المغالاة في المهور وهو الأمر الذي يعيق عن المبادرة إلى الزواج. إلا أن هناك مجالا للتأمل في الاستشهاد بما ذكر من الاربعمائة درهم فإنه عند حسابها لا على أساس العدد، وإنما على أساس قيمتها الشرائية في ذلك الوقت تكون الأربعمائة تلك مقدارًا مهمًّا، وذلك أن قيمة الشاة في ذلك الوقت كانت نحو دينار[1] والدينار هو عشرة دراهم، فيكون مهرها عليها السلام تعادل قيمته الشرائية نحو أربعين شاة وهو شيء ليس بالقليل.

[1] (البخاري؛ محمد بن إسماعيل: صحيح البخاري 4/ 207 :عن عُرْوَةَ البارقي «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجَاءَهُ ‌بِدِينَارٍ ‌وَشَاةٍ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ وَكَانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ».