responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 39

كثرتُهم، لكنهم ولّوا مدبرين والرسول يدعوهم في أخراهم، حتى وصل مالك بن عوف من زعماء الكفار قائلا: أروني محمدا! لكن كان سيف علي أسرع إلى رأسه حتى خرج يلمع من بين رجليه! ولما كمن أبو جرول ليقتل النبي بزعمه، كان علي أبو الحسن بانتظاره على المسلمين فضرب عجز بعيره فصرعه فقدّه ـ قسمه ـ نصفين.[1]

الموضع الوحيد الذي سكن فيه سيف علي عليه السلام كان :

معركة تبوك في سنة 9 للهجرة وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وآله، حيث استخلفه النبي على المدينة المنورة (هل كان ذلك لأجل أن يتذكروا ولايته على المسلمين قبل سنة من وفاة النبي؟ وأن يقيمه مقامه قبل رحيله؟). وقد أرجف أعداء علي عليه السلام بذلك في أن النبي لا يريد عليا معه! (وتسأل لماذا؟ هل لأنه كان بطل الحروب السابقة؟) لكن الله سبحانه أراد أن يجعل من ذلك فضيلة ظاهرة يتمناها من يعرف قيمتها! فلما سمع النبي إرجافهم بذلك، قال لعلي عليهما السلام وأمام الملأ : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.[2]


[1]) النقدي؛ جعفر :الأنوار العلوية ص 205.

[2]) الحديث أشهر من أن يحتاج إلى ذكر مصادره، فقد أورده البخاري في صحيحه 5/ 19 ومسلم كذلك 4/ 1870 وكثير غيرهما، وأما كتب الإمامية فما من كتاب يتعرض لمناقب الإمام علي عليه السلام إلا وذكره.

والمهم فيه التأمل والتدبر في ما هي تلك المنزلة؟ وقد عينها القرآن الكريم فقال حاكيا عن لسان موسى عليه السلام (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (^) هَارُونَ أَخِي (^) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (^) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (^) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (^) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (^) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (^) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) طه 29ـ 36، فأثبت له : الوزارة، والأخوة، والشراكة، ويضاف إلى ذلك ما جاء في آية أخرى (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف:142، فأثبت له خلافته..

بل إن من منازله : أن هارون لما كان أفضل قومه فإن الذي هو بمنزلته يكون كذلك، ومنها أنه الذي انتخبه بنفسه وسأل ربه أن يجعله معينًا له، ووزيرًا وشريكًا في أداء رسالته فالأمر إذن ربانيٌّ فهنا أيضا كذلك، ومنها أنه لا شك في أن قول هارون حجة على قومه فكذلك من كان في منزلته قوله حجة على قوم رسول الله وهناك جهات أخرى قد نتعرض لها لاحقًا.

نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست