نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 41
حتى إذا صعب الأمر، أرسل النبي صلى الله عليه وآله
لهم عليّا عليه السلام في شهر رمضان من السنة العاشرة، فإذا بقبائل همدان اليمنية
ومن حولها تتلقف الدعوة المحمدية كما تتلقى الأرض العطشى غيث السماء! يتراكضون إلى
الدين الإسلامي كما الهيم العطاش إلى الماء! حتى لقد أثر عن الإمام علي قوله في
الثناء على هؤلاء:
فلو كنت بوابًا على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا
بسلام
وإذا كان منشور العلاقة بين المجتمع المسلم النبوي
وبين المجتمع الكافر القرشي يحتاج إلى جهة تمثل الدين كاملا فينبغي أن يكون ذلك من
النبي نفسه أو من نفس النبي وهو علي، ولذلك فإنه لما نزلت سورة براءة وأخذها أحد
أصحاب النبي ليقرأها على قريش نزل الأمين جبرئيل على النبي وأمره أن يسترجعَها وأن
يعطيَها لعلي بن أبي طالب فإنه لا يبلغها إلا رسول الله أو رجل منه كنفسه.[1]
وكذلك مقالته الأخرى " لينتهين بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي طاعته
كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف".[2]
[1]) بن حنبل؛ أحمد : فضائل
الصحابة 2/ 599 عن حبشي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«علي مني، وأنا منه، لا يؤدي عني إلا أنا أو علي». وعن
سعد بن أبي وقاص في حديثٍ «إِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ بِالْبَرَاءَةِ ثُمَّ بَعَثَ عَلِيًّا
فَأَخَذَهَا مِنْهُ فرجع أبو بَكْرٍ كَابِتًا فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَقَالَ: "لا يُؤَدِّي عَنِّي إِلا رَجُلٌ مِنِّي"»
فراجع السنة لابن أبي عاصم ومعها ظلال الجنة للألباني
2/ 609.