نعم يمكن لي القول : هذه الصفحات هي لافتة ولاءٍ، وعنوان هويةٍ، وإشارة خريطةٍ. وكأني وأنا أخاطب أمير المؤمنين ولي الله أتمثل ما جاء في كتاب الله (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ).

2/ في هذا الكتاب بدأت ـ كما هو الحال في سائر كتب سيرة المعصومين من هذه السلسلة ـ بعرض غير مفصل لسيرة حياته عليه السلام، من ما قبل ميلاده إلى حين استشهاده، وبعدها بنحو موسع إلى أدواره في أيام من سبقه زمانًا في الحكم وهو من الأدوار المتشابكة، كما تعرضت إلى تقييمه لتلك الفترة من خلال الخطبة الشقشقية، وكان لا بد من التعرض إلى الحروب والمعارك التي شنت عليه صلوات الله عليه، فتعرضنا لمواقفه مع الناكثين والقاسطين والمارقين، وتوقفت قليلا لإلقاء بعض الضوء على ما جاء في الرواية المعروفة في مقتله وشهادته في مسجد الكوفة، وبعدها أشرت سريعًا إلى برنامجه الإصلاحي في الأمة وحكومته.

وتعرضت لجانب من مظلوميته عليه السلام بين المسلمين سواء في أيامه أو تلك المستمرة إلى يومنا هذا! وإذا كانت مناقبه قد ملأت