نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 66
الضئيلة منها وهي فترة السلام شهدت نموذجا يكفي
للحاكم المسلم الذي يأتي بعد الإمام أن يتأمل فيه ويتخذه برنامج حكم عادل، لو
أراد. وسيأتي في الفصول اللاحقة توضيح لبعض ملامح ذلك النموذج.
وهي فعلا فترة قصيرة وضئيلة، لا تصل إلى سنتين (من
نهاية حرب الخوارج في شوال 38 هـ إلى شهادة الإمام في شهر رمضان سنة 40 هـ).
الخوارج الذين انتهوا كقوة عسكرية بهزيمتهم في
النهروان لم ينتهوا كفكرة بل سيستمرون إلى قرون تالية، [1] فإن حالة التطرف الناشئ عن الجهل لا تقتصر على
جيل دون جيل، وقد عاصرنا في هذا الزمان أمثالهم ممن دمر صورة الإسلام في عيون
المسلمين وغيرهم، فقتلوا واغتصبوا ودمروا وكل ذلك بجهلهم، وما سموه اسلامًا وهو
بعيد عنه.
مِن هؤلاء مَن سيقدم على جريمة قتل الولي، ونفس
النبي، والقرآن الناطق، وأحب خلق الله إلى الله، والوصي، وأولى الناس بأنفسهم بعد
رسول الله، وهو يقول أثناء قتله إياه : الحكم لله لا لك يا علي!
[1]
(نهج البلاغة، ص
٩٣ لما قتل الخوارج فقيل له: يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم!
فقال : كَلَّا واللَّه إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ وقَرَارَاتِ
النِّسَاءِ.
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 66