تكتسب هذه الخطبة العلوية أهميتها الفائقة من جهات متعددة :

أولاها : أنها صادرة من أمير المؤمنين عليه السلام وهو الطرف الأساس و(بطل) هذه الفترة التاريخية التي يتم الحديث عنها، وهو بالمنطق العادي شاهد عيان حضر الوقائع التي يتحدث عنها، وبالمنطق الحقيقي هو المعصوم الذي يصف الواقع كما حدث تماما ولا يحتمل في حقه الخطأ والمبالغة أو التقصير مما يعرض على شهود العيان عند نقلهم.

ثانيها : أن ما جاء في هذه الخطبة كان مركّزا للغاية حيث اختصر فيه الإمام عليه السلام نحو ثلاثين سنة بحوادثها وأسبابها ونتائجها، بما يشمل ما حدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال فيه ما ينبغي أن يقال وبحدوده النافعة فلا هو تقية مجاملة ولا صراحة تخلق مشكلة داخلية.

ثالثها : أن هذه الكلمات في الخطبة تكشف موقفه عليه السلام الحقيقي وتأريخها هو أيام ولايته الظاهرية وخلافته وهذا يعني أن الفكرة والموقف لم يتغير من حين وقوع هذه الحوادث قبل عدة عقود.

لذلك أفردنا لها بحثًا خاصًّا دون سائر الخطب والرسائل.

أما سبب تسمية هذه الخُطبة...سُميت هذه الخطبة بالشقشقية