responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 124

2. إن هذه السيرة مع كونها محققة ستكون بعيدة عن التناقض والتهافت، بخلاف ما لو لم تكن كذلك. وبالتالي ستتبين الشخصية الحقيقية الناصعة للإمام عليه السلام فإن ذلك لا يتيسر إلا من خلال النقل السليم للأحداث. بينما يحصل التشويه غالبا على أثر نقل الأخبار والوقائع غير المحققة، ولو أخذنا مثالا على ذلك، فإن مؤرخي وكتّاب بني أمية عندما أرادوا أن يقدموا صورة الإمام الحسين عليه السلام لا بما هو ثائر شهيد قد وطن نفسه على القتل من أجل صلاح أمة جده، وإنما بصورة شخص تورط بعدما حوصر ثم ظل يفتش عن مخرج وباب نجاة حتى كان مستعداً إلى التسليم ليزيد، حتى يرسله لبعض ثغور الروم، لكنه لم يجد.. الى آخر ما زعموه.

ولا شك أن شيوع مثل هذه الصورة الباهتة الكاذبة مما يشين الحسين عليه السلام ويقطع سبيل الاقتداء به، وهنا يأتي دور الروايات الصحيحة المكذبة لحصول هذا، والأخبار المحققة في مواجهة هذا الكلام، ومن ذلك ما نقله عقبة بن سمعان[1]مولى الرباب زوجة


[1] عقبة بن سمعان: مولى الرباب بنت امرئ القيس، خرج مع الإمام الحسين عليه السلام من المدينة في خدمته، وشهد تفاصيل الحادثة وروى كلمات وخطب الحسين عليه السلام ، وحفظ الحوارات بينه وبين اعدائه ويعتبر من أهم من اعتمدهم أصحاب الأخبار في النقل -من الفريقين- لحضوره القريب واللصيق بالحسين ووثاقته. ولذلك صارت كلماته مرجعا حاكما على سائر الكلمات. استشهد بين يدي الحسين عليه السلام وورد التسليم عليه في الزيارة المنسوبة للإمام الحجة. وقيل كما في أنساب الأشراف، إنه لما استشهد الإمام عليه السلام أخذ وجيء به إلى عمر بن سعد فسأله من أنت؟ قال: أنا مملوك.. فخلى سبيله فلم يقتل! ونحتمل صحة هذا الثاني تبعا لاعتماد كثير من المؤرخين ومنهم الطبري في سلسلة أسانيده عليه. ويقتضي هذا أن يكون باقيا لفترة من الزمان بعد عاشوراء لكي يمكن الرواية عنه.

نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 124
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست