نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 219
خرج
الحسين
عليه السلام مساء، وأخذ الطريق
الرئيسي.[1]وخروجهم مساء
وهو الذي يسمى
في العربية بالسرى
في مقابل السير
وهو السفر نهارا،
كان هو المعتاد
لا سيما في أيام الصيف والحر،
حتى لا تتعب
الإبل بالسير الطويل
تحت حرارة الشمس
والجو، بينما يكون
السرى هو الأفضل
من هذه الناحية.
ولأنه
خرج على الطريق
الأعظم فهذا يضيف
قرينة أخرى على
ما فسرنا كلمة
خائفًا من تمثله
بالآية المباركة فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[2]. فإن من يكون خائفا على
نفسه لا يسلك
الطريق الأعظم الذي
من السهل أن يتتبع فيه، بل لم يكن يخلو
من أعوان الخلافة
القائمة.
[1] سيأتي
في ذكر الحديث عن سفر ركب
السبايا من كربلاء إلى
الشام وعودتهن إلى كربلاء، أن ما ذكره
المحقق الكرباسي في الموسوعة الحسينية
من أن الشائع في
تلك الفترات هو السفر بالإبل
وهذه تقطع في 8 ساعات وهي
معظم اليوم، ما يصل إلى
حوالي (162 كيلومترا) بمعدل عشرين كيلومترا في الساعة، وبهذا
استطاع التوفيق بين ما عليه المشهور
من وصول الأسارى إلى دمشق في 2 صفر/61هـ
وبين معرفة الطريق الذي تم سلوكه ويبلغ
حوالي 2100 كيلو مترا. واستغرقوا في ذلك قرابة
13 يوما. وبنفس الطريقة كذلك تم الاجابة على
سؤال أنهم كيف وصلوا إلى كربلاء في الرجوع إليها
خلال 9 أيام، حيث سلكوا طريقا آخر غير الطريق الذي سُلك في الذهاب، ويبلغ
حوالي 1200 كيلو مترا تقريبا. وهنا كذلك فإنه وإن كانت المسافة بين مكة والمدينة بحسب هذا الطريق والذي قد يسمى طريق
الأنبياء، تبلغ حوالي 225 ميلا = 410 كيلومترات. إلا أنهم لم يقطعوها مشيا
على الأقدام (وإن كان الإمام الحسين عليه السلام قد قطعه فيما
سبق ماشيًا في طريق الحج)
فإنه هنا ومعه أهل بيته قطعوه بركوب الابل.. وبحسب الحساب الدقيق فإنه يمكن قطع هذا الطريق بملاحظة قسمة مسافته على مقدار سير الناقة، يفترض أن أقل من
ثلاثة أيام تكفي لذلك لكن نظرا لحاجة الإمام ومن معه للإحرام حيث خروجهم من المدينة فإن
هذا بطبيعة الحال سيستغرق وقتا، يضاف إلى وقت المسافة الطبيعي، فما ذهب إليه في دائرة المعارف
الحسينية وغيره من أنه استغرق
أربع ليال وخمسة أيام قد يكون لهذه
الجهة.