نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 292
دماء
الحسين أبلغ عظة
وأيُّ
عظةٍ أبلغُ من عظةِ الحسين، وأيُّ
واعظٍ أفصحُ من الحسين، لقد قال
الحسين من خلال
دمائه الزكيَّةِ كلَّ
ما يستطيعُ الوُعَّاظُ
والخطباءُ أن يقولوه،
ولقد برهن بموقفه
على حقائقَ يعسرُ
على المتكلِّمين أن يصلوا إليها بالألفاظ
والجمل.
الحسين عليه السلام لم يمت
لقد
قال الحسين إذا
كان لهذا الإنسان
عمرٌ محدودٌ من حيث الزمان، لا يلبث أنْ يقضيه
بعدَ فترةٍ من الزمان، فإنك ميتٌ
وإنهم ميتون، لكن
عمرَ الخلود والتأثير،
وعُمرَ المعنى يبقى
ثابتاً لا يحدُّه
الزمان ولا يقيِّدُه
المكان أبداً.
الحسين
لو لم يقتل
في كربلاء، ترى
كم كان يعيش؟
يعيش
كجدِّه رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثاً وستين سنة
أو كأبيه المرتضى
قريباً من ذلك،
أو دون ذلك
بكثير كأخيه الحسن عليه السلام ،
سنوات وإذا به أيضاً يذهب من هذا العالَـم، وهذا
الحال بالنسبة إلى
كل إنسان، سوف
يبقى على هذه
الأرض مدَّةً محدودةً
من الزمان، طالت
أو قصُرتْ لكنه
ليس بخالدٍ أبداً،
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْـخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْـخَالِدُونَ[1] كلا كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْـمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْـخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[2].