في زماننا هذا العالم
الإسلامي كلُّه ينادي
بالإصلاح ويريده، الإصلاح
في السياسة وفي
الثقافة الدينية وفي
الوضع الاجتماعي.
لن يجد العالم الإسلامي
رايةَ إصلاح أنقى
وأصفى وأولى بالاتباع
من راية الحسين عليه السلام الذي يقول: إنما
خرجت لطلب الإصلاح[1]،
إنما هنا للتحديد
وللقصر، يعني لا يوجدُ أيُّ غرضٍ
عندي إلا غرضَ
الإصلاح.
وإذا
خُضتُ صِراعاً مع يزيد فأنا لم أكن راغباً في القتال ولم أكن
راغباً ولا مبادراً
في المواجهة.
وهكذا
كان حالُ رسول
الله فإنه لم يبدأ بالمواجهة حتى
مع كفار قريش،
كان يوجِّه ويرشد
ويدعو، وكانوا في المقابل يحاربون ويؤذون
أتباعه ويهجِّرونهم، حتى إذا
ذهب رسول الله
[1] كما
جاء في وصية الإمام
الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية رضوان
الله عليه، حيث قال في ضمنها: وَأَنِّي
لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلَا بَطِراً وَلَا مُفْسِداً وَلَا ظَالِماً، وَإِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإصلاح فِي أُمَّةِ جَدِّي، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْـمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْـحَقِّ فَاللهُ أَوْلَى بِالْـحَقِّ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْـحَقِّ {وَهُوَ خَيْرُ الْـحاكِمِين}. [وردت الآية في ثلاث سور،
الأعراف: 87، ويونس: 109، ويوسف: 80، ومن مصادر الوصية: بحار الأنوار (ط ـ بيروت)
44: 329 ـ 330.
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 297