(أَلَا وَإِنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ بَيْنَ السَّلَّةِ[1]وَالذِّلَّةِ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ يَأْبَى اللهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْـمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ مِنْ أَنْ نُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِّئَامِ عَلَى مَصَارِعِ الْكِرَامِ أَلَا وَإِنِّي زَاحِفٌ بِهَذِهِ الْأُسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ وَخِذْلَةِ النَّاصِر)ِ...
فَإِنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْما
وَإِنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
وَمَا إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ
مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا
إِذَا مَا الْـمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ
كَلَاكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا
فَأَفْنَى ذَلِكُمْ (سَرَوَاتِ) قَوْمِي
كَمَا أَفْنَى الْقُرُونَ الْأَوَّلِينَا
فَلَوْ خَلَدَ الْـمُلُوكُ إِذاً خَلَدْنَا
وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إِذاً بَقِينَا
فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا
سَيَلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا
قام غيرُه وخطب، قام زهير وقام بُرير، وقام غيرُهم وخطبوا، لكن:
قَسَتِ القلوبُ وَلَـمْ تَـمِـلْ لِـهِدايَةٍ
تَبَّاً لِـهَاتِيكَ القُلوبِ القَاسيه
قوموا إلى الموت الذي لابد منه
ولما فرغوا جاءَ عمرُ بن سعدٍ وألقى سهماً بعد أن توسَّط العسكرين، نحو مخيم الحسين وقال اشهدوا لي عند الأمير أني
[1] السلة: أي استلال السيوف، كما في الصحاح واللسان وتاج العروس، وأضاف الأخير أنه يكسر أيضاً.