نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 365
إن المتأمل في صياغة
الخبر ثم في الخطبة نفسها من حيث المعاني التي
تطرقت لها أم كلثوم، وأساليب الخطاب
تختلف اختلافاً كاملاً
ولا سيما في أدب الخطاب وقوة
الكلمات عما نجده
لدى العقيلة زينب عليها السلام ،
وبالفعل فإن ما قيل في كلام
السيدة زينب من أنها (ما رأيت
خفرة أفصح منها..
أو أنها تفرغ
عن لسان أبيها..
أو ما قاله
ابن زياد في شأن كلامها) كل ذلك لا ينطبق
على ما قالته
أختها أم كلثوم.
إن هذه الخطبة لأم
كلثوم، وهي قليلة
الكلمات، هي أشبه
بنفثة ألم مخلوطة
بالبكاء والعويل، استوحت
مما قالته العقيلة
أختها واستمدت منها،
ولكن يبقى الفارق
كبيراً جداً بين
النسيجين، والاختلاف بيّن
في القماشتين: فهلمّ
لنرى ما قالته
أم كلثوم كما
نقله أيضاً في الملهوف: يا أهل
الكوفة، سَوءاً لكم!
مالكم؟ خذلتم حسيناً
وقتلتموه وانتهبتم أمواله
وورثتموه وسبيتم نساءه
ونكبتموه؟! فتباً لكم
وسحقاً. ويلكم! أتدرون
أي دواهٍ دهتكم؟
وأي وزر على
ظهوركم حملتم؟ وأي
دماء سفكتموها؟ وأي
كريمة اهتضمتموها؟ وأي
صبية سلبتموها؟ وأي
أموال نهبتموها؟ قتلتم
خير رجالات بعد
النبي
صلى الله عليه وآله ،
ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إن حزب الله هم الغالبون وحزب الشيطان
هم الخاسرون.
ثم قالت:
نام کتاب : أنا الحسين بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 365