ثم إن زين العابدين عليه السلام أومأ إلى الناس
أن اسكتوا، فسكتوا،
فاستوى قائماً، فحمد
الله وأثنى عليه
وذكر النبي بما
هو أهله فصلى
عليه، ثم قال:
أيها
الناس من عرفني
فقد عرفني، ومن
لم يعرفني فأنا
أعرفه بنفسي: أنا
علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب، أنا
ابن المذبوح بشط
الفرات من غير
ذحل ولا ترات،
أنا ابن من انتهك حريمه وسلب
نعيمه وانتهب ماله
وسبي عياله، أنا
ابن من قتل
صبراً وكفى بذلك
فخراً.
أيها
الناس، ناشدتكم الله
هل تعلمون أنكم
كتبتم إلى أبي
وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق
والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه؟!
فتباً لما قدمتم
لأنفسكم وسوءاً لرأيكم،
بأية عين تنظرون
إلى رسول الله صلى الله عليه وآله اذ يقول لكم:
قتلتم عترتي وانتهكتم
حرمتي فلستم من أمتي؟.