نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 113
اللهِ! ما كانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله عَنْ كِتابِ الله صادِفاً، وَلا لِأحكامهِ مُخالِفاً»، فهي عليها السلام تشير له في كلامها هذا أنه هل أنت واع لما تقول وملتفت؟
كيف يخالف الرسول صلى الله عليه وآله كتاب الله ولا يتبعه فأنت تتهم النبي بشيء عظيم.
إذن جمعت الزهراء عليها السلام في
هذه الخطبة بين خطين في الخطاب السياسي وهذا معروف عند المعاصرين بين خطاب الجمهور
وإثارة الجمهور بل وتحريضه،{أَلَا
تُقَتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ
أَيۡمَنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ
وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ
أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن
تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ}[1]، وهذه
ميزة أخرى في خطبة الزهراء عليها السلام .
جمع الزهراء بين تحليل
القضية وتحميل المسؤولية:
هناك ميزة أخرى وهي أنها جمعت بين التحليل في القضية والتحميل للمسؤولية،
فقد تجد عند المتكلم أو الكاتب منهج التحليل بعد التوصيف، كما يصنع الخبير الذي
يحلل القضية تحليلاً علمياً ولا يرتبط حديثه بتحريك الناس أو تحميلهم المسؤولية،
فربما يتحدث عن الأزمة الاقتصادية في بلد ما ويشير إلى أسبابها العالمية أو
المحلية، لكنه لا يتوجه بخطاب للناس.