نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 112
لخضناه معك - يعني أي شيء تريده يا رسول الله نفعله تريد أن نخرج للقتال
نخرج، أو تريد أن نتحصن سوف نتحصن، نحن رهن إشارتك وطوع أمرك - فَسُر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، وهؤلاء الأنصار كانوا يشكلون القوة الكبرى في
المدينة.
السيدة الزهراء عليها السلام أيضا
خاطبت الأنصار «إيْهاً بَنِي قَيْلَةَ»[1]
في هذا الموضع وفي موضع آخر كما سيأتي.
وكذلك خاطبت رئيس الدولة: «أفي كِتابِ اللّهِ أنْ تَرِثَ أباكَ، وِلا أرِثَ
أبي؟{لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً فَرِيًّا}[2]،
أَفَعَلى عَمْدٍ تَرَكْتُمْ كِتابَ اللّهِ، وَنَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِكُمْ
أمام الناس».
ولما رد عليها أيضاً بعد هذا فَقَالَ: «يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ، لَقَدْ
كانَ أَبُوكِ بالمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَريماً، رَؤُوفاً رَحِيماً، وَعَلىَ
الْكافِرِينَ عَذاباً ألِيماً وَعِقاباً عَظِيماً ما عَدَوْتُ رَأْيَ رَسُولِ
اللهِ صلى الله عليه وآله يَقُولُ:
نَحْنُ مَعاشِرَ الْأَنْبِياءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَلا فِضَّةً وَلا داراً وَلا
عِقاراً، وَإنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَالْحِكْمَةَ، وَالْعِلْمَ
وَالنُّبُوَّةَ».
هنا انبرت إليه الزهراء عليها السلام مرة
أخرى وقالت له «سُبْحانَ
[1] ذكروا
أن قيلة هي جدة الأوس والخزرج، وهما فرعا الانصار، وهذا من ذكاء الخطاب حيث
خاطبتهم باعتبارهم وحدة واحدة.