نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 123
إعلموا أني
فاطمة:
وبعد أن انتهت عليها السلام من
الحديث عن التشريعات الإسلامية والعبادات وأنها ذات حكمة وذات فلسفة، عادت مرة
أخرى لذكر النبي وذكر الإمام علي صلوات الله عليهما حيث لا تكتمل معرفة القرآن
الكريم ولا معرفة الله عز وجل ومعرفة النبي إلا بمعرفة الولي والوصي، فهنا عطفت
على ذكر الإمام علي عليه السلام وقالت مخاطبة
الناس «أيُّها النّاسُ! اعْلَمُوا أنِّي فاطِمَةُ، وَأبي مُحمَّدٌ صلى الله عليه
وآله، أَقُولُ عَوْداً وَبَدْءاً، وَلا أقُولُ ما
أقُولُ غَلَطاً، وَلا أفْعَلُ ما أفْعَلُ شَطَطاً {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ
أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ
رَؤوفٌ رَحِيم}[1] فَإنْ تَعْزُوه – أي تنسبوه-
وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ
رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صلى الله عليه وآله، فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ
الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ
رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ
الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى
اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ».