نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 195
نيران الكفر، وهدأت دعوة الهرج، واستوسق نظام الدين. فأنى حرتم بعد البيان،
وأسررتم بعد الإعلان، ونكصتم بعد الإقدام، وأشركتم بعد الإيمان؟».
كان موقف سيدة النساء فاطمة عليها السلام صريحا
واضحا في تشخيص هذه الفئات، في نفس الوقت الذي حمّلت فيه المسؤولية الاتجاه القرشي
وواجهتهم بالحجج والبراهين، واتهمتهم بأنهم يدبرون هذا الأمر عن عمد في ذلك،
ومخالفين لكلام رسول الله صلى الله عليه وآله ولبصائر القرآن، عرّجت على موقف الأنصار وأدانت هذا الموقف وبينت أنه لم
يكن متوقعًا منهم هذا الأمر، ونعتقد أن مواقف الأنصار في الجملة قد تغيّرت فيما
بعد وحاولوا بل حتى ذراريهم أن يغسلوا هذه اللطخة من الخذلان، وربما يكون جزء من
ذلك راجعًا لتأثير خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام .
ولذلك يلاحظ أن موقف الأنصار كان إيجابيا تجاه خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وسلبيا جدا تجاه معاوية حتى كان لا يجد من يناصره إلا مثل
النعمان بن بشير وكان النعمان يُعيّر بذلك! مع أن النعمان نفسه وهو الذي أصبح في
ركاب الأمويين كان بالقياس إلى القرشيين الذين ناصروا الأمويين متجنبا للصدام مع
أهل البيت ما استطاع، وينبئ عن هذا موقفه وهو والي معاوية
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 195