نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 35
والذي تفيده الروايات أن علاقة أم سلمة[1]
التي تزوجها الرسول صلى الله عليه وآله في شوال سنة 3 للهجرة، مع فاطمة كانت علاقة إيجابية
متميزة، فنحن نجد أنها كانت تتحدث عن أن النبي قد دفع لها فاطمة حتى «تؤدبها
وتعلمها»[2] فإذا بها تراها أعلم منها بالأمور
وأكثر أدبًا!
[1] وعموما
فإن مواقف أم سلمة من خط أهل البيت ومن الإمام علي عليه السلام وأبنائه كانت إيجابية جدا
ويظهر ذلك من الكثير من رواياتها في فضائلهم ومناقبهم وممارساتها العملية، ولتفصيل
المطلب يمكن مراجعة فصل أم سلمة في كتابنا اعلام من الاسرة النبوية.
[2] الطبري
(الشيعي)؛ محمد بن جرير: دلائل الإمامة / 81؛ فيه عن ابن عباس... فقالت أم سلمة: تزوّجني
رسول الله صلى الله عليه وآله
وفوّض أمر ابنته إليّ؛ فكنت أؤدّبها وأدلّها. وكانت والله آدب مني وأعرف بالأشياء
كلها..
وبغض النظر عن سند الرواية فإنه ربما يستشكل
فيها بأن النبي مع معرفته بأن فاطمة هي سيدة نساء العالمين كيف يفوض أمر تهذيبها
وتأديبها إلى من هي دونها في المنزلة؟ وقد يجاب عن ذلك بأن أمر الآداب يختلف عن
الأخلاق بأن الآداب ترتبط غالبًا بالأعراف الاجتماعية بخلاف الأخلاق التي لها نحو
ثبات واستقرار، فالآداب في المدينة قد تكون مختلفة عنها في مكة، بينما لا يختلف
صدق الحديث في حسنه بين منطقة وأخرى! وإذا لم يقبل هذا الجواب فقد يجاب بنحو آخر
وهو أن ذلك من أجل إظهار فضل فاطمة على لسان أم سلمة! فلولا أن النبي فعل ذلك
ورأته أم سلمة لما تكلمت وشهدت لها بأن فاطمة «والله آدب مني وأعرف بالأشياء كلها»
على طريقة {وَمَا تِلكَ بِيَمِينِكَ يَمُوسَى}. وهناك ملاحظة أخرى
في الحديث وهي أن أم سلمة لم تصبح زوجة للنبي إلا في السنة الثالثة من الهجرة (كما
في تاريخ الطبري أو الرابعة كما هو المشهور) بينما تزوجت فاطمة قبلها في السنة
الثانية للهجرة.. وحينها كانت فاطمة قد ولدت الإمام الحسن عليه السلام (سنة
3 هـ) بل الإمام الحسين عليه السلام سنة 4 ه.. فكيف دفعها إليها لتؤدبها؟ إذ من الطبيعي أن
تدفع الفتاة للمربية قبل الزواج لتتعلم شؤونه دون ما إذا كان الأمر بعد زواجها
بسنة وبعد إنجاب طفلها.. إلا أنه يمكن تجاوز الموضوع التاريخي (زواج النبي بأم
سلمة بعد زواج فاطمة بسنتين) بأن يقال بأن أم سلمة لما كانت ابنة عمة النبي (لأن
أمها عاتكة بنت عبد المطلب على القول المشهور وزوجها السابق هو ابن عمة رسول الله
ورضيعه وأمه برة بنت عبد المطلب كما في تاريخ الطبري، ج ٢/
٤١٤) فإن علقتها بالأسرة النبوية كانت قبل تاريخ زواجها
بالنبي.. والله العالم.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 35