نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 93
السبب ولأسباب أخرى ترك الطبرسي[1]
في كتابه الاحتجاج الاعتماد على الأسانيد، وجاء بالوقائع مجردة عن الأسانيد.
إذن هذا هو الرأي الأول الذي يقوله بعض العلماء بأننا لا نحتاج أساساً في
قضايا الاحتجاج والمناظرات والعقائد إلى سند وإنما نحتاج إلى نفس الدليل.
وربما لهذا السبب أثنى الإمام الصادق على كلام هشام بن الحكم، وحواره مع
عمرو بن عبيد[2]، مع أنه لم يكن بحسب
[1] ذكره
الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب ٢/٤٤٤ بما
ملخصه: المحدث الثقة الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي صاحب كتاب
الاحتجاج على أهل اللجاج وهو كتاب معروف فعن المجلسي (ره) أنه قال وكتاب الاحتجاج
وان كان أكثر اخباره مراسيل لكنه من الكتب المعروفة وقد اثنى السيد ابن طاووس على
الكتاب وعلى مؤلفه وقد اخذ عنه أكثر المتأخرين قال (ض) وكثيرا ما ينقل الشهيد في
شرح الارشاد فتاواه وأقواله انتهى. وله الكافي في الفقه وفضائل الزهراء عليها السلام وغير ذلك وهو من مشايخ
ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588.
[2] العلامة
المجلسي؛ بحار الأنوار ٥٨/٢٤٨ عن مجالس الصدوق: كان
عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين، ومؤمن الطاق وهشام بن سالم،
والطيار، وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام، قال: لبيك يا بن
رسول الله، قال: ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ قال هشام: جعلت
فداك يا بن رسول الله، إني اجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد
الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشيء فافعلوا.
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة. وعظم ذلك علي،
فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة،
وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزر بها من صوف، وشملة مرتد بها.
فاستفرجت الناس فأفرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت: أيها العالم،
أنا رجل غريب، تأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال: فقال:
نعم، قال: قلت له: ألك عين؟ قال: يا بني أي
شيء هذا من السؤال؟! فقلت: هكذا مسألتي. فقال: يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء.
قلت: أجبني فيها، قال: فقال لي:
سل، قلت: ألك عين؟ قال: نعم، قلت: فما ترى
بها؟ قال: الألوان والاشخاص. قال: قلت: فلك أنف؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال:
أتشمم بها الرائحة.
قال: قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع
به؟ قال: أعرف به طعم الأشياء. قال: قلت: ألك لسان؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع به؟
قال: أتكلم به، قال: قلت: ألك اذن؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع بها؟ قال: أسمع بها
الأصوات. قال: قلت: ألك يد؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع بها؟ قال: أبطش بها. قال:
قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: وما تصنع به؟ قال: أميز كل ما ورد على هذه الجوارح.
قال: قلت:
أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ قال:
لا، قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني إن الجوارح إذا شكّت في شيء شمته
أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته رد ته إلى القلب فييقن اليقين ويبطل الشك.
قال: فقلت: إنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قال: قلت: فلا بد من
القلب وإلا لم تستقم الجوارح؟
قال: نعم، قال: فقلت: يا أبا مروان إن الله
- تعالى ذكره - لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وييقن ما شك فيه
ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه
شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟! قال: فسكت ولم يقل
شيئا. قال: ثم التفت إلي فقال: أنت هشام؟ فقلت: لا، فقال لي: أجالسته؟ فقلت: لا،
قال: فمن أين أنت؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: فأنت إذا هو، قال: ثم ضمني إليه
وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت. فضحك أبو عبد الله الصادق عليه السلام ثم قال: يا هشام من علمك
هذا؟ قال: قلت: يا ابن رسول الله جرى على لساني. قال: يا هشام هذا والله مكتوب في
صحف إبراهيم وموسى.
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 93