نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 163
بالحج حتى أتوا منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء
الآخرة والفجر، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون
الناس ان يفيضوا منها، فاقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش ترجو أن تكون
إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ )[1]يعني
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عليهم السلام في افاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلما رأت
قريش ان قبة رسول الله صلى الله عليه وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي
كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم، حتى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة بحيال الأراك
فضرب قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها، فلما زالت الشمس خرج رسول الله صلى الله عليه
وآله ومعه فرسه وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم
ونهاهم، ثم صلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به فجعل
الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جنبها فنحّاها ففعلوا مثل ذلك فقال: "أيها
الناس انه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف ولكن هذا كله موقف " وأومأ بيده إلى
الموقف فتفرق الناس، وفعل مثل ذلك بمزدلفة فوقف حتى وقع