نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 181
1/ وقد بلغ
عليه السلام موضعا بينهم إلى حد أن سالم بن أبي حفصة[1]ـ
وهو على غير منهاج أهل البيت ـ يرى أن الإمام الباقر عندما يسند إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله ، لا يسأل عما بينه وبين النبي، وهذا يشير إلى أن ما كان ينقله
عليه السلام لهم لا يعتريه شك أو شبهة حتى يحتاجوا إلى السؤال عن سنده، وهذا راجع
إلى متون الأحاديث ومضامينها ، وكذلك في شدة ثقتهم به عليه السلام ، فعن سالم بن
أبي حفصة قال: لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قلت لأصحابي: انتظروني
حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام فأعزيه، فدخلت عليه فعزيته،
ثم قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله من كان يقول: " قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم " فلا يسأل عمن بينه وبين رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لا والله لا يرى مثله أبدا.."[2]
[1]) سالم بن أبي حفصة العجلي (ت 137 هـ) اختلف رأي الإمامية ومدرسة
الخلفاء فيه ، ويعبر عن رأي الإمامية فيه السيد الخوئي في معجم رجال الحديث 9/19
بقوله ـ بعد استعراضه الروايات الواردة في شأنه " المتحصل مما ذكرنا أن الرجل كان منحرفا
وضالا ومضلا" ويعد عند الشيعة من البترية، قال الكشي: «والبترية هم أصحاب
كثير النواء، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة...» وقال العلامة الحلي:
«لعنه الصادق عليه السلام وكذبه » أما في مدرسة الخلفاء فكثير منهم وثقه ، ولعل
ذلك لما كثرت عنه الاحاديث التي تحث على تولي أبي بكر وعمر، ومعاداة عدوهما فإنهما
كانا إمامي هدى! والعجب أنه يروي ذلك عن الإمام الباقر والصادق عليهما السلام!
وأضاف إليه بعضهم أنه غالٍ في التشيع وهو غريب جدًا! فكيف يجتمع ذاك القول مع
الغلو في التشيع؟ وجمعهما ابن حجر العسقلاني فقال: «شيعي غالي، صدوق في الحديث»!