responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 204

بمحبته حتى أنه عندما مرض، تفقد الإمام حاله وأرسل إليه الدواء حتى برئ وشفي[1]بل وكان يداريه في أمر غربته وما يحصل له من أذى بسبب ذلك.

ولم يترك الإمام توجيه تلميذه محمدٍ حتى بعد انصرافه من المدينة إلى الكوفة واستقراره فيها، فكان يتابع أوضاعه، وكان محمد بن مسلم تاجرًا ثريًّا، ولكيلا " يطغى أن رآه استغنى " فقد وجه الإمام إليه نصيحة بأن يتواضع " فاخذ قوصرة تمر فوضعها على باب المسجد وجعل يبيع التّمر فجاء قومه فقالوا فضحتنا فقال أمرني مولاي بشيء فلا أبرح حتّى أبيع هذه القوصرة فقالوا أمّا إذا أبيت الّا هذا فاقعد في الطّحّانين ثمّ سلّموا اليه رحى فقعد على بابه وجعل يطحن".[2]


[1]) الطوسي: رجال الكشي ١/ ٣٩٢. عن محمّد بن مسلم قال خرجت إلى المدينة وانا وجع ثقيل فقيل له محمّد بن مسلم وجع فأرسل إلىّ أبو جعفر عليهما السلام بشراب مع الغلام مغطّى بمنديل فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنه قد أمرني ألّا ارجع حتى تشربه فتناولته فإذا رائحة المسك منه وإذا شراب طيّب الطّعم بارد ، فلما شربته قال لي الغلام يقول لك: إذا شربت فتعال! ففكرّت فيما قال لي ولا أقدر على النّهوض قبل ذلك على رجلي فلمّا استقر الشراب في جوفي كأنّما نشطت من عقال فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي ، صحّ الجسم! ادخل ادخل فدخلت وانا باكٍ فسلّمت عليه وقبّلت يده ورأسه فقال لي: وما يبكيك يا محمّد؟ فقلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقّة وقلّة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك فقال لي: امّا قلة المقدرة فكذلك جعل اللّه أولياءنا وأهل مودّتنا وجعل البلاء إليهم سريعا وأمّا ما ذكرت من الغربة فلك بأبي عبد اللّه عليه السّلام أسوة بأرض ناءٍ عنا بالفرات صلى اللّه عليه ، وأمّا ما ذكرت من بعد الشقّة فان المؤمن في هذه الدّار غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدّار إلى رحمة اللّه ، وامّا ما ذكرت من حبّك قربنا والنّظر الينا وأنت لا تقدر على ذلك فاللّه يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه.

[2]) المصدر نفسه 1/ 389.

نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست