تشير ـ فيما تشير ـ إلى أدوار يقوم بها المعصوم صاحب اللقب وتعرّف ـ أحيانًا ـ بخريطة عمله.
ونحن نلاحظ أن هذا اللقب سواء كان بصيغة اسم الفاعل " الباقر" أو كان بصورة الشرح للفعل " يبقر العلم بقرًا" هو من هذا النوع.
وأول ما نلاحظ فيه: أنه قد جاء من جهة الوحي، فهو مروي عن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله ثم عن ذريته. وقد اشتهر هذا اللقب بين المسلمين له عليه السلام، حتى ذكره في وقت مبكر من كان محسوبًا على الخط المقابل للشيعة وأهل البيت مثل الجاحظ (ت ٢٥٥هـ) الذي قال عنه «وهو الملقب بالباقر، باقر العلم، لقبه به رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يخلق بعد، وبشر به ووعد جابر بن عبد الله برؤيته وقال: ستراه طفلًا فإذا رأيته فأبلغه عني السلام، فعاش جابر حتى رآه وقال له ما وصى به».[1]
وهذا المعنى نفسه ذكره الاسفراييني (ت ٤٢٩هـ) فقال: « َمُحَمّد بن علي بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالباقر وَهُوَ الذي بلغه جَابر بن عبد الله الأنصاري سَلام رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْهِ».[2]
[1]) الجاحظ؛ أبو عثمان عمرو بن بحر: الرسائل السياسية ص452: الشاملة.
[2]) الأسفراييني؛ عبد القاهر بن طاهر البغدادي: الفَرق بين الفِرق ص354.