نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 38
الهديّة
وردّ الرسول إلى عبد الملك وقال: إني ظننتك استقللت الهديّة فلم تقبلها ولم تجبني
عن كتابي فأضعفت لك الهديّة وأنا أرغب إليك في مثل ما رغبت فيه من ردّ هذا الطراز
إلى ما كان عليه أوّلا. فقرأ عبد الملك الكتاب ولم يجبه وردّ الهديّة. فكتب إليه
ملك الروم يقتضي أجوبة كتبه ويقول: إنّك قد استخففت بجوابي وهديّتي ولم تسعفني
بحاجتي فتوهمتك استقللت الهديّة فأضعفتها فجريت على سبيلك الأوّل وقد أضعفتها
ثالثة، وأنا أحلف بالمسيح لتأمرنّ بردّ الطراز إلى ما كان عليه أو لآمرنّ بنقش
الدنانير والدراهم، فإنّك تعلم أنّه لا ينقش شيء منها إلّا ما ينقش في بلادي. ولم
تكن الدراهم والدنانير نقشت في الإسلام. فينقش عليها من شتم نبيّك ما إذا قرأته
ارفضّ جبينك له عرقا، فأحبّ أن تقبل هديّتي وتردّ الطراز إلى كان عليه وتجعل ذلك
هديّة بررتني بها ونُبقي على الحال بيني وبينك.
فلمّا
قرأ عبد الملك الكتاب غلظ عليه وضاقت به الأرض وقال: احسبني أشأم مولود ولد في
الإسلام لأني جنيت على رسول اللّه، صلى الله عليه وآله، من شتم هذا الكافر ما يبقى
غابر الدهر ولا يمكن محوه من جميع مملكة العرب. إذ كانت المعاملات تدور بين الناس
بدنانير الروم ودراهمهم. وجمع أهل الإسلام
نام کتاب : باقر العلم محمد بن علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 38