نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 202
والذي ينبغي أن يقال هنا أن تنزيلهن منزلة
الأمهات ليس مطلقًا بحيث تكون زوجة النبي بالنسبة لكل مسلم أمًّا حقيقية له بحيث
ترثه ويرثها، ويراها وتراه، ويطيعها في أوامرها، وأمثال ذلك مما هو حق ثابت للأم
على أبنائها. وإنما هو محصور بقضية واحدة فقط ـ بعد الاحترام لمكانتها من النبي ـ
وهي حرمة نكاحها على المسلمين وقد صرح القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا
أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا).[1]
وهذا هو الذي أخطأ فيه بعضهم عندما اعتبر
زوجة النبي قائدًا ميدانيًّا يعين له سلمه وحربه، فدخل معها حرب الجمل في وجه وصي
النبي وأمير المؤمنين عليه السلام.
النقطة الثانية: أن زوجات رسول الله
صلى الله عليه وآله وأمهات المؤمنين لهن مكانة عالية، وبنفس هذه المكانة تكون
مسؤوليتهن أكبر، فكل عنوان يكسب صاحبه قيمة يفرض عليه بتبع ذلك التزامات. إن
العالم يُقدَّر لعلمه، وهذا التقدير وذاك العنوان يفرضان عليه ألّا يتصرف إلا بما
يتناسب مع عنوانه. لذلك يخاطب القرآن الكريم نساء النبي بأنكن (يَا نِسَاءَ
النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا