إن من أنجبت له وكانت هي مبدأ الكوثر النبوي والاستمرار المحمدي هي خديجة التي وصفتها بعض نساء النبي بأنها عجوز من قريش هلكت في أول الدهر! وبواسطتها جاءت فاطمة التي هي حليلة المرتضى وأم الأئمة النجباء عليهم السلام.

النقطة العاشرة: من الطبيعي أن يتم ذكر قضية الإفك عند الحديث عن زوجات النبي صلى الله عليه وآله، واعتقاد الإمامية أن الله سبحانه وتعالى نزه عرض رسول الله بأن يداس بما لا يناسبه، فلا يصغى إلى أي كلام ينسب الفاحشة لأي من نساء رسول الله. إلا أننا نسجل ملاحظة وهي أن مدرسة الخلفاء قد جعلت هذه القضية أم القضايا، ووظفتها توظيفًا عقائديًّا بامتياز، فلا تكاد تذكر السيدة عائشة في سطرٍ إلا وقيل بأنها التي برّأها الله من سبع سماوات!! وكأن باقي الآيات في تحذير نساء النبي أو الحديث عن تآمر بعضهن عليه أو ضرب المثل بزوجة نوح ولوط ـ في سياق الذم ـ نزلت من أول سماء!

وعلى كل حال فإن هذه القضية تنتهي إلى اتجاهين في روايتها؛ وكنا قد ذكرنا ذلك عند الحديث عن شخصية مارية القبطية في كتابنا أعلام الأسرة النبوية وقلنا:

الرواية الأولى: هي الرواية المشهورة والتي يتبناها بل يكاد يجمع