عبده ورسوله

نتناول في هذا الفصل شيئًا من عبودية رسول الله صلى الله عليه وآله لربه وعبادته، ضمن النقاط التالية:

1/ في البداية لا بد من التفريق بين العبودية والعبادة، فإن العبودية تعني إيمان الشخص بأنه عبدٌ «لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا»، وأنه «لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، بل يصل إلى درجة أنه لا يشعر بوجوده وإنما يرى وجود ربه في كل شيء وكل فعل.

وتأتي العبادة بأشكالها المختلفة؛ من أذكار وأفعال لتحقق تلك العبودية وتكرسها في النفس الإنسانية، فهو يستحضر أن حتى عبادته؛ خشوعه وخضوعه ليس باختياره لا في أصلها ولا في كيفياتها، فهو يعبد ربه بالمقدار والكيفية التي يريدها الله منه. ولذلك نعتقد أن أصول العبادات هي موجودة في الديانة السماوية في مراحلها المختلفة وأنبيائها المرسلين، وغايتها وهي تحقيق العبودية حاصلة في أشكالها الأصلية التي لم يطرأ عليها تغيير وتحريف.