نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 224
وبمقدار ما يتفكر العابد في معاني هذه
العبادات يحقق عبوديته[1]،
ولذلك فَضُل التفكر (في الله وخلقه والمصير) الكثيرَ من العبادات فصار «تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة»، بل كان هو
العبادة الحقيقية كما ورد عنهم «ليست العبادة بكثرة الصّلاة والصّوم، إنّما العبادة كثرة التّفكّر في
أمر اللّه عزّ وجلّ» وكانت ميزة (الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) أنهم (يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا).
ومن هنا كانت مرتبة «العبد» تفوق مرتبة «العابد»
فإن العابد إنما يأتي بأشكال العبادة ومظاهرها، وما يرتبط بعمل الجوارح من ذكر
لساني وحركة فعلية كالصلاة والحج وما شابه، بينما العبد يكون شعوره وإحساسه
بالعبودية مرتبطا بالقلب والاعتقاد الراسخ.
ولعله لهذا إذا أراد الله إعلاء منزلة أحد
من رسله ذكره بأنه (نعم العبد)[2]ووصف
نبينا محمدًا صلى الله عليه وآله بأنه «عبده» فذكره في
[1]) بل العبادة الحقيقية هي التفكر فعن الإمام الحسن العسكري عليه
السلام يقول: (لَيْسَتْ الْعِبَادَةُ بِكَثْرَةِ
الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَإِنَّمَا الْعِبَادَةُ بِكَثْرَةِ التَّفَكُّرِ فِي
أَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ).