نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 24
من جهة أخرى ذلك البشر الأعلى الذي تحقق في
زمانه الخاص وولادته ومكانه الخاص في مكة.
وربما عبروا عن هذه الفكرة، بالإضافة إلى ما
سبق من أوليته بمعنى أفضليته، بالحقيقة المحمدية، أو بالوجود النوري، واستفادوا من
روايات بهذا المضمون.[1]
وبناء على هذا فلا يجد هؤلاء مشكلة في تقدم
النبي على كل الخلائق من جهة، وتأخره في الوجود الخارجي عن آدم وسائر الأنبياء.
والحق أن الروايات المعتبرة ـ وهي الطريق
الوحيد ـ لمعرفة منزلة المصطفى صلوات الله عليه وآله، تشير إلى المقامات
) الكليني؛ الكافي ١ /٤٤٠ بسند لا باس به عن الإمام جعفر الصادق: «قال
الله تبارك وتعالى: يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق
سماواتي وأرضي و عرشي وبحري فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما
واحدة فكانت تمجدني وتقدسني، وتهللني، ثم قسمتها ثنتين وقسمت الثنتين ثنتين فصارت
أربعة محمد واحد وعلي واحد والحسن والحسين ثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور
ابتدأها روحا بلا بدن، ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا».
وقريب منه ما في خصال الشيخ الصدوق، ص
٤٨٢ عن الإمام جعفر الصادق عن جده أمير المؤمنين: «إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد
صلى الله عليه وآله قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم
والجنة والنار».
وكذلك ما نقله في علل الشرائع ١/١٣٤
عن أبي ذر رحمه الله قال: «سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وهو يقول خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد نسبح الله يمنة العرش
قبل ان يخلق آدم بألفي عام فلما ان خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه».