ولم تكن رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله
تتضمن أن يلتزم الناس من بعده بمنهجه إلى قرون أو عقود! فإن هذا لم يجعله الله
تعالى ـ وهو القادر عليه ـ لنفسه، (وَلَوْ شَاءَ
رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)،[2]
ولذلك كان دور النبي هو (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ
مُذَكِّرٌ ^ لَسْتَ
عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ).[3]
فالشيء الذي لم يجعله الله لنفسه مع قدرته
عليه.. أتراه كان سيجعله لرسوله؟ كلا! إنما كان عليه التذكير والبلاغ المبين والجهاد
العظيم، وقد فعله صلى الله عليه وآله.
[1]) الكوفي؛ إبراهيم بن محمد: الغارات 1/ 159. ونهج البلاغة /101.