نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 46
قواعده الطبيعية، فقيض الله للنبي صلى الله
عليه وآله حماية أعز المؤمنين به،[1]وهو
عمه أبو طالب، الذي مارس دورًا دقيقًا للغاية في حمايته من جهة والظهور أمام قريش
بمظهر المحايد في قضية الإيمان بالدعوة النبوية. وبهذا كان بمثابة جيش كامل أمام
تعسف القرشيين بحيث لم يستطيعوا أن يوقفوا النبي محمدًا فضلًا عن قتله.
نعم اشتدت وطأة القرشيين على من تحت يدهم من
الأرقاء والعبيد ممن آمن برسول الله، «فوثبت كل قبيلة على من
فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش، وبرمضاء مكة
إذا اشتدَّ الحر، يفتنونهم عن دينهم»[2]فاستشهد
على أثر ذلك ياسر والد عمار ووالدته تحت التعذيب، وأوذي بلال الحبشي، وصهيب الرومي،
وخباب بن الأرتّ.. وغيرهم.
وأما من آمن بالنبي من سراة الناس فإنه
كانوا يقاطعونه اجتماعيًّا «وكان أبو جهل الفاسق إذا سمع
بالرجل قد أسلم له شرف ومِنعة، أنَّبَه وأخزاه وقال له: تركت دين أبيك وهو خيرٌ
[1]) لمعرفة إيمان أبي طالب وأدواره الاستثنائية في حماية النبي
ودعوته يمكنكم مراجعة كتابنا: أعلام الأسرة النبوية.
[2]) الحميري؛ عبد الملك بن هشام: سيرة ابن هشام 1/ 317: ناقلا عن ابن
إسحاق.
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 46