responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 48

8/ الهجرة إلى المدينة

بمجيء الأمر الإلهي للنبي بالهجرة للمدينة استعد رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك بأمور؛ منها أن يتخفى في خروجه وهجرته لكيلا تقدم قريش على عمل أحمق ـ وقد عجزت حتى الآن ـ عن تحقيق أي هدف لها من التخلص من رسول الله لوجود عمّه أبي طالب، أو الحد من توسع قاعدة الإيمان بالدعوة النبوية. فهيأ الأمر بحيث يبات عليٌّ ابن عمه في فراشه في ما سيعرف فيما بعد بأنه منقبة من أعظم المناقب للإمام علي عليه السلام، وبأن يتولى الإمام بعد خروج النبي للمدينة ووصوله لها، مهمات عينها له مثل إيصال أمانات كانت عند النبي لأهلها، وأخيرًا الخروج بثقل رسول الله وعائلته وبعض نساء بني هاشم.

وخرج ليلًا وصحبه أو التحق به أبو بكر بن أبي قحافة[1]على


[1]) بالرغم من أن مصاحبة أبي بكر لرسول الله صلى الله عليه وآله، في الهجرة وكونه معه في غار حراء، من الأمور التي لا يمكن مناقشتها في مدرسة الخلفاء إذ تنتقل من كونها تاريخية إلى عقائدية، وهي تعتبر أهم أسباب تفضيل أبي بكر على من سواه، فإذا تم رفضها فهذا يؤثر على كل بناء التفضيل ومن خلفه مسألة الخلافة، وهكذا. وقد كانت المناقشات في السابق تدور حول أن المصاحبة هذه هل توجب فضيلة أو لا ؟ وهل ما جاء في آي القرآن يشير إليها كفضيلة أو لا! كما يظهر ذلك من السيد العاملي في كتابه الصحيح من سيرة النبي الأعظم ٤/ ٢٠١، وذلك باعتبار أنها من المسلَّمات التاريخية.

إلا أن بعض الباحثين أثار شكوكًا في أصل القضية؛ فمن أولئك ما ذكره السيد حسن العلوي في شبكة الكافي http://alkafi.net/index.php?threads/1510/ من تساؤل مبعثه رواية في صحيح البخاري 1/ 140 ط السلطانية: عن ابن عمر قال: «لما قدم المهاجرون الأولون العُصبة (موضع بقباء) قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وآله كان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة وكان أكثرهم قرآنا». وفي موضع آخر ج 8 - ص 115 «كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة». وتساءل عن أنه إذا كان أبو بكر مأمومًا في المدينة لسالم مولى أبي حذيفة، قبل مقدم النبي ..فكيف يكون مع النبي في الغار، ولما يصل للمدينة؟ وقد ذكر هذا الخبر وشبيهه مَن تحدث عن إمامة المولى والمملوك للحر.

وقد تنبه في سنن البيهقي 5/ 600 إلى هذه الجهة فحاول حل التخالف بين الأمرين، وقال: «قال الشيخُ: كَذا قال في هذا وفيما قَبلَه: فيهِم أبو بكرٍ. ولَعَلَّه في وقتٍ آخَرَ؛ فإِنَّه إنَّما قَدِمَ أبو بكرٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله، ويَحتَمِلُ أن تكونَ إمامَتُه إيّاهُم قَبلَ قُدومِه وبَعدَه، وقَولُ الرّاوِى: وفيهِم أبو بكرٍ. أرادَ: بَعدَ قُدومِه، واللهُ أعلَمُ».

وقد ذكر الشيخ نجاح الطائي في كتابه السيرة النبوية ١/ ٢٦٧ أن الذي صحب النبي في الغار والسفر هو دليله عبد الله بن أريقط بن بكر، وليس أبا بكر بن قحافة، وقال إن هناك قرائن كثيرة، لكنه لم يذكرها في هذا الكتاب، سوى إشارته إلى أن أيًّا من أبي بكر أو عمر لم يفتخر بهذا قبل السقيفة وبعدها.

نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست