أن نقطة المركز في حياة المسلم هي عبادته لله، وأن المسجد هو محل اجتماع المسلمين في حياتهم السياسية والعسكرية والاجتماعية.

المؤاخاة: كما كان المجتمع المسلم بحاجة إلى بناء المسجد لاجتماع الناس فقد كان بحاجة إلى تدبير لاجتماع القلوب، وتقارب النفوس بين الأنصار (المدنيين) أنفسهم حيث كانوا ينتمون لقبيلتين كان بينهما معارك وإحَنٌ، وبين الأنصار والمهاجرين (المكيين) حيث كانوا من مجتمعين مختلفين (أخلاقا وطبائع وثقافة) ومن شأن ذلك، عدم تحقق الانسجام، فعقد عقد المؤاخاة بين المسلمين، وقد ذُكر الكثير عن آثاره السريعة، ونقل المؤرخون صورًا عجيبة من الإيثار والعطاء لا سيما من جهة الأنصار.

العلاقة مع اليهود: وكان اليهود قد استوطنوا المدينة منذ سنوات طويلة، بل وسيطروا على اقتصادها لحد كبير، وحيث أنهم جزء من سكان المدينة، فلا بد من نظام علاقة بينهم وبين المسلمين وحاكم المدينة الجديد الرسول الكريم فكان أن أجرى معهم ما عرف فيما بعد بوثيقة المدينة، وهو أول نص مكتوب ينظم العلاقة بين المسلمين واليهود، وإن كان اليهود فيما بعد سينقضون هذا العهد مراتٍ، ويتحالفون مع المشركين ضد المسلمين.