9/ رسول الله: معجزاته، سنته

زوّد الله سبحانه وتعالى رسله بمعجزات هي برهان صدقهم ودليل ارتباطهم الخاص بخالقهم، وكونهم مرسلين من قبله للإنسان. وبدون تلك المعجزات يمكن لأصحاب دعاوى النبوة الكاذبة أن يخدعوا الناس (لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ)، وفي هذا الإطار جعل الله النار المتقدة على إبراهيم الخليل عليه السلام بردا وسلاما، كما زود موسى بن عمران عليه السلام بالعصا التي تلقف ما يأفك السحرة، وتفلق البحر (فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)[1] وجعل لعيسى بن مريم آية فإذا به يقول (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)،[2]ولم تكن هذه فقط معجزاتهم وإنما هي الأكبر والأوضح.

والمعجزة: هي أمر خارق للعادة والطبيعة مع التحدي وعدم المعارضة ومطابقة الدعوى.[3]

[1](الشعراء:63.

[2]) آل عمران: 49.

[3]) وبهذا التعريف الذي ذكر للمعجزة، تخرج الأفعال العادية والمهن التي يتعلمها الناس مهما دقّتْ وصعبت، كما يخرج السحر وما هو في معناه كخفة اليد وأمثالها، وتخرج الأفعال التي لا تترافق مع ادعاء النبوة، وأمثال ذلك.