نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 71
مجيء النبي للمدينة، والذي يقضي بأن يدافع
كل من الطرفين عن الآخر، وأن لا يبغي له غائلة، ولا يعين عدوه عليه فإذا بهم كما
يقول القرآن الكريم (الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ
ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ^ فَإِمَّا
تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ
يَذَّكَّرُونَ)،[1]ينقضون
عهدهم مرة بعد أخرى، بل ويحرضون كفار قريش والأعراب على غزو المدينة ويدلونهم على
عوراتها، ويشكلون مصدر خوف للمسلمين باعتبار أن هؤلاء اليهود جزءًا من ساكنيها، بل
بدأوا بمهاجمة سكانها مع بداية معركة الخندق هذا مع أنهم كانوا مهددين بأنهم
سيكونون (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا
وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا)[2]إلا
أنهم استمروا على تآمرهم، فكان أن استجاب النبي لأمر ربه بأنه (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا
إِلَّا قَلِيلًا)،[3]فمع
انتهائه من معركة الخندق، استدار النبي إليهم وحاصرهم، وقاوم بنو قريظة ما استطاعوا
ولكنهم خضعوا في آخر الأمر واستسلموا راغمين فكان في ذلك نهاية وجودهم في المدينة
المنورة. ليجتمع من نجا منهم ومن بني النضير