نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 81
كان عدد المسلمين نحو اثني عشر ألفًا، وكان
جيش هوازن ضعف هؤلاء، ومع ذلك أعجب ذلك العددُ قسمًا من المسلمين وقالوا لن نُغلَب
من كثرة، وقد آذت هذه الفكرةُ رسولَ الله ذلك أنه في طول معاركه كان متيقنًا أنّه (وَمَا النَّصْرُ
إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).[1]
لقد كانت نتيجة المعركة واضحة من البداية فبالإضافة إلى تخطيط المباغتة والتخفي الذي
رتبه زعماء هوازن، كان الإعجاب بالقوة من العوامل التي جعلت تضحية كل فرد دون
المستوى المطلوب، فلم تغن الكثرة شيئا، وقد تحدث القرآن عن ذلك بقول الله سبحانه (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ
تُغْنِ عَنْكُمْ شيئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ
وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ).[2]
ولولا ثبات رسول الله صلى الله عليه وآله
في بضعة نفر من بني هاشم، وفي طليعتهم بطل الإسلام علي بن
أبي طالب، ثم نداء العباس بن عبد المطلب وكان جهوري الصوت يخبرهم عن ثبات رسول
الله وحياته، حتى فاء الكثيرون ورجعوا من جديد، لينصرهم الله سبحانه، وهكذا انقلبت
الهزيمة تلك بثبات رسول الله وخلص