انتهى الشرك الظاهري! وانكسرت قوة قريش السياسية! لكنها كفريق سياسي وتيار اجتماعي ذي علاقات خاصة سوف تبقى لتعيد المعركة مع الرسالة والرسول ووصيه بشكل آخر وأساليب خفية، وستشهد ساحة المدينة المنورة بل ساحة الدولة المسلمة بعد الرسول جولات من المعارك على كل المستويات مع خليفة الرسول ووصيه وإمام أمته علي أمير المؤمنين عليه السلام.

ح/ معركة حنين في شوال سنة 8 هـ: مع سقوط قوة قريش بفتح مكة واستسلام القبائل العربية لرسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمين، خشيت قبيلة هوازن وزعيمها مالك بن عوف من ذلك فبادر إلى جمع جيش كبير قُدر بنحو خمسة وعشرين ألفًا من قبيلته وحلفائها وكانوا في الطائف، واتجهوا نحو مكة التي فتحها رسول الله قريبًا لأجل مواجهة رسول الله صلى الله عليه وآله.

ولما علم رسول الله بحركة مالك بن عوف وهوازن، خرج من مكة في من جاء معه من المدينة (حوالي عشرة آلاف) وانضم لهم نحو ألفين من أهل مكة، واتجه عليه وآله السلام إلى وادي حنين (وهو يبعد عن مكة بحوالي 27 كيلومترا)، ويشير الباحثون إلى دقة في تخطيط النبي ذاك، فإنه لو وصل العدو إلى مكة، فقد يتجمع القرشيون ـ الذي أسلم كثيرٌ منهم راغمًا لا راغبًا ـ من جديد، وينقلبون على رسول الله صلى الله عليه وآله.