نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 84
العربية وذلك كله خلال أقل من تسع سنوات،
وأخيرًا خوضهم لمعركة حاسمة مع وكلائهم (أي الروم) في مؤتة، وها هي ترسل رسلها
للعالم والدول الكبرى في حينها فأراد الروم أن يقضوا على هذه الدولة ويكسروا
شوكتها، فجمعوا جيشا من أربعين ألف (40000) مقاتل ليتجهوا نحو المدينة المنورة
ويقضوا على وجود الإسلام فيها.
في المقابل فإن رسول الله صلى الله عليه
وآله لما علم بذلك جمع المسلمين من المدينة وأطرافها ومن حالفه ما يقارب ثلاثين
ألف (30000) مقاتل ليلتقي بالجيش الرومي في الطريق ولم ينتظر
وصوله المدينة، وقد أعلم الناس وأشاع فيهم أنه خارج لمقابلة الروم، وهو على خلاف
طريقته صلوات الله عليه وآله، حيث كان لا يخبر عن مقاصده العسكرية، ويعمّي الأخبار
حتى يفاجئ أعداءه لكنه في هذه المرة أعلم الناس قبل خروجه بوقت كاف، وكان يقصد
إيصال هذه الرسالة إلى الروم.
بالرغم من (الْمُعَوِّقِينَ
مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ
الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا)[1]وأولئك (ابْتَغَوُا
الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ)[2] فقد خرج
في شدة الحر، ومع قلة المؤن والمدد، لكنه