نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 85
كان يتمثل (قُلْ
لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[1] حتى إذا
وصل إلى منطقة تبوك (تبعد عن المدينة أكثر من 650 كيلومترا باتجاه الشام) توقف
فيها.
ويظهر أن الروم لما وصلتهم أنباء استعداد
رسول الله وعزمه على مواجهتهمووصوله إلى تبوك مع جيشه لم يكملوا مسيرهم
وتراجعوا في الطريق عن المواجهة. وقد أقام
رسول اللَّه صلِی الله عليه وآله بتبوك بضع عشرة ليلة ولم يجاوزها، ولم يقدم
عليه الرومُ وحلفاؤهم من نصارى العرب وأحجموا عن محاربته، فعاد إِلى المدينة ووصلها
في شهر رمضان من نفس السنة أي أنه استغرق في خروجه إلى تبوك وعودته منها نحو شهرين
من الزمان.
وكانت تبوك مسك الختام في معارك رسول الله
صلى الله عليه وآله فما كانت هناك معركة بعدها. وقد
عُدت نصرًا للرسول عليهم حيث أحجموا عن المواجهة وتراجعوا قبل وصولهم إلى تبوك. وكرست
المواجهة التي لم تحصل في تبوك، موقع رسول الله صلى الله عليه وآله والمسلمين كقوة
أولى يخشى الأعداء جانبها ويرغب الآخرون في التحالف معها.
وهي المعركة الكبرى الوحيدة التي لم يشترك
فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام جنبًا إلى جنب مع الرسول صلى الله عليه وآله، وحين
أرجف المنافقون