نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 93
راحل عنهم وأنه تارك فيهم ما إن تمسكوا به
لن يضلوا: كتاب الله وعترته أهل بيته، لكنه في طريق العودة وبعدما فرغ من حجه
صلوات الله عليه وآله، جاءه الأمين جبرئيل ليخبره عن الله عزوجل (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) فكانت قصة
الغدير[1]التي
نصب فيها النبي عليًّا عليه السلام، مولى للمؤمنين بل هو أولى بهم من أنفسهم بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله.
فلم يبقَ بعد هذه التصريحات والمواقف وإيكال
المهمات الاستثنائية، في شأن خلافته وقيادة الأمة شيء إلا ما سيأتي من محاولته
كتابة الكتاب الذي لن يضلوا من بعده وهو الوصية الأخيرة بأن يتبعوا عليًّا فهو
خليفته،[2]
وهو الأمر الذي كان يؤكده النبي من بداية دعوته بدءا من يوم الدار والإنذار فيه،
وإلى يوم الغدير،
[1]) حيث أوقف رسول الله صلى الله عليه وآله قوافل الحجيج بعد أن
أتموا حجهم في مفترق الطرق عند غدير خم، وخطب في الناس خطبته المشهورة حيث قال «من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»
وأمر المسلمين جميعا بالسلام عليه بإمرة المؤمنين فبايعوه وكان ممن بايعه الخلفاء
الثلاثة وكبار أصحاب النبي. وفيها أنشأ حسان بن ثابت قصيدته المشهورة.. وقد ذكرنا
تفصيل ذلك في كتابنا من هذه السلسلة: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
[2]) يشير إليه محاورة الخليفة عمر وابن عباس كما عن ابن أبي
الحديد
في شرح
نهج البلاغة ١٢/ ٢١ حيث جاء فيه قول عمر
لابن عباس: «يا
عبد الله عليك دماء البُدن إن كتمتنيها! هل بقي في نفسه شيء من أمر
الخلافة ؟ قلت: نعم، قال: أيزعم ان رسول الله صلى الله عليه وآله نص عليه ؟ قلت:
نعم، وأزيدك سألت أبي عما يدعيه، فقال: صدق، فقال عمر: لقد كان من رسول الله
صلى الله عليه وآله في امره ذرْوٌ (كلام مجمل) من قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذرا
ولقد كان يربع في امره وقتا ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعت من ذلك »!
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 93