نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 92
وثالثة الحوادث ما كان من أمر اليمن، التي
استعصى أهلها على من ذهب إليها، وكان آخرهم خالد بن الوليد الذي ما فتئ يخوض بمن
معه المعارك، حتى مَلّ ومُلّ. من غير نتيجة واضحة.
فإذا برسول الله يبعث ابن عمه عليًّا إلى
اليمن، فما أسرع ما استجابت قلوبهم، وتسارعت حركتهم للإيمان برسول الله صلى الله
عليه وآله، حتى لقد اشتهر عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله فيهم؛
فلو كنت بوابا على باب جنة لقلت لهمدان
ادخلوا بسلام.
وحين أخذ بعضهم الحسد من علي عليه السلام
وانجازاته وجاء لرسول الله شاكيًا عليًّا، لم يقبل منه النبي ذلك وتوج علي بن أبي
طالب بهالة جديدة من المناقب والفضائل.
الثالثة:
لكي يُعلم المسلمين جميعا بمنزلة علي بن أبي طالب وكونه خليفة عنه على أمته، فقد أعلن
في مجتمع المدينة أنه سيحج هذا العام فليأت معه من أحب لكي يأخذ مناسكه عن النبي
ويحج بحجه وقد كرر هذا النداء مرارا وبعث في ضواحي المدينة ونواحيها من يخبر
المسلمين عن هذا الأمر. فاجتمع عشرات الآلاف ليحجوا بحجه وانطلق في السادس
والعشرين من ذي القعدة للسنة العاشرة فيما سمي بحجة الوداع.
وقد خطب النبي في تلك الحجة مرارًا وأكّد
فيها على أنه
نام کتاب : رحمة للعالمين رسول لله محمد بن عبد الله نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 92