نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 32
المعركة، ففي سلم أبيه أيضا كان له التقدم، ويشهد لذلك تقديم الإمام أمير
المؤمنين عليه السلام إياه في مواضع يطلب فيها
الجواب منه كما نقل في الأسئلة التي وجهت لمعاوية من بلاد الروم فعجز عن الاجابة
عليها ودس بعض أصحابه للكوفة لكي يسأل الإمام عليا عنها بزعم أنه من شيعته،
فينقلها لمعاوية ويكون لهذا فخر الإجابة عليها. فأحالها الإمام إلى ابنه الحسن
وأجاب عليها بكاملها[1].
[1] الصدوق،
محمد بن علي بن بابويه (ت 381 هـ): الخصال ص ٤٥٤ حدثنا أبي عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي
نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينما أمير المؤمنين عليه السلام في
الرحبة والناس عليه متراكمون فمن بين مستفت ومن بين مستعدى إذ قام إليه رجل فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فنظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام
بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال:
أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك قال: ما أنت من رعيتي وأهل بلادي، ولو سلمت عليَّ
يوما واحدا ما خفيت علي، فقال: الأمان يا أمير المؤمنين، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هل
أحدثت في مصري هذا حدثا منذ دخلته قال: لا، قال: فعلك من رجال الحرب؟ قال: نعم،
قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس، قال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك
أسألك عن شيء بعث فيه ابن الأصفر (ملك الروم) وقال له: إن كنت أنت أحق بهذا الامر
والخليفة بعد محمد فأجبني عما أسألك فإنك إذا فعلت ذلك اتبعتك وأبعث إليك
بالجائزة! فلم يكن عنده جواب، وقد أقلقه ذلك فبعثني إليك لأسألك عنها فقال أمير
المؤمنين عليه السلام: قاتل
الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأعماه ومن معه والله لقد أعتق جارية فما أحسن أن
يتزوج بها! حَكم الله بيني وبين هذه الأمة؛ قطعوا رحمي، وأضاعوا أيامي، ودفعوا حقي
وصغروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي، علي بالحسن والحسين ومحمد فاحضروا فقال:
يا شامي هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فاسأل أيهم أحببت فقال: أسأل ذا الوفرة
(الشعر الطويل) يعني الحسن عليه السلام فقال
له الحسن عليه السلام: سلني
عما بدا لك!.
فقال الشامي: كم بين الحق والباطل، وكم بين
السماء والأرض، وكم بين المشرق والمغرب، وما قوس قزح، وما العين التي تأوي إليها
أرواح المشركين، وما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين، وما المؤنث، وما عشرة
أشياء بعضها أشد من بعض؟ فقال الحسن بن علي عليهما السلام: بين الحق والباطل أربع
أصابع فما رأيته بعينك فهو الحق، وقد تسمع بإذنيك باطلا كثيرا، قال الشامي صدقت،
قال: وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال لك غير هذا فكذّبه قال:
صدقت يا ابن رسول الله، قال:وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر إليها حين
تطلع من مشرقها وحين تغيب من مغربها، قال الشامي: صدقت فما قوس قزح؟ قال عليه السلام ويحك
لا تقل قوس قزح فإن قزح اسم شيطان وهو قوس الله وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من
الغرق، وأما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين فهي عين يقال لها: برهوت، وأما
العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين وهي يقال لها: سلمى، وأما المؤنث فهو الذي
لا يدري أذكر هو أم أنثى فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم وإن كانت أنثى حاضت
وبدا ثديها، وإلا قيل له بل على الحائط فان أصاب بوله الحائط فهو ذكر وإن انتكص
بوله كما انتكص بول البعير فهي امرأة.وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شيء
خلقه الله عز وجل الحجر، وأشد من الحجر الحديد الذي يقطع به الحجر، وأشد من الحديد
النار تذيب الحديد وأشد من النار الماء يطفئ النار، وأشد من الماء السحاب يحمل
الماء، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشد من الريح الملك الذي يرسلها، وأشد
من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك
الموت، وأشد من الموت أمر الله رب العالمين يميت الموت.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 32