نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 46
أرسل له جيشا ثم بعد أن قضى على محمد وابراهيم استقدم الطالبيين حتى لم
يترك فيهم محتلما![1] وعلى
المستوى السياسي والاعلامي فقد خاض حرب تشويه لرموز الطالبيين الكبرى بنحو لم يصنع
عشر معشارها بنو أمية وهم الأعداء التقليديون لهم! فالذي ينظر في رسالته لمحمد
النفس الزكية يجد فيها مقدارا كبيرا من عداوة أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام والحسن والحسين، والشاهد في ما نحن فيه هو ما يرتبط
بالإمام الحسن وصلحه، فإن المنصور قد أغرق نزعًا في الإساءة له، باعتباره جدَّ من
ثاروا ضده، وفي احدى خطبه العامة[2] ذكر الحسن
بن عليّ وصلحه
[1] فإنه
بعدما قضى على ثورة محمد بن عبد الله بن الحسن المسمى بالنفس الزكية في المدينة،
وثورة أخيه ابراهيم بن عبد الله في البصرة، استقدم العلويين جميعا وأخذ يهددهم،
وكما نقل ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين/ 301 عن الإمام جعفر الصادق ما
يلي: لما قتل إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بباخمرى حسرنا عن المدينة، ولم يترك
فيها منا محتلم (بالغ)، حتى قدمنا الكوفة، فمكثنا فيها شهرا نتوقع فيها القتل، ثم
خرج إلينا الربيع الحاجب فقال: أين هؤلاء العلوية؟ أدخلوا على أمير المؤمنين رجلين
منكم من ذوي الحجى. قال: فدخلنا إليه أنا والحسن بن زيد، فلما صرت بين يديه قال
لي: أنت الذي تعلم الغيب؟.
قلت: لا يعلم الغيب إلا الله.
قال: أنت الذي يجبى إليك هذا الخراج؟.
قلت: إليك يجبى- يا أمير المؤمنين- الخراج.
قال: أتدرون لم دعوتكم؟ قلت: لا.
قال: أردت أن أهدم رباعكم، وأروع قلوبكم،
وأعقر نخلكم، وأترككم بالسراة، لا يقربكم أحد من أهل الحجاز، وأهل العراق فإنهم
لكم مفسدة.. إلى آخر الخبر.
[2] المسعودي؛
علي بن الحسين (346 هـ): مروج الذهب ومعادن الجوهر ٣/٣٠٠:
ولما أخذ المنصور عبد الله بن الحسن (المثنى) وإخوته والنفر الذين كانوا معه من
أهل بيته صعد المنبر بالهاشمية، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على محمد صلى الله
عليه وسلم، ثم قال: يا أهل خراسان، أنتم شيعتنا وأنصارنا، وأهل دعوتنا، ولو بايعتم
غيرنا، لم تبايعوا خيراً منا، إن ولد ابن أبي طالب تركناهم والذي لا إله إلا هو
والخلافة فلم نعرض لهم لا بقليل ولا بكثير. فقام فيها علي بن أبي طالب فما أفلح، وحكم الحكمين، فاختلفت عليه الأمة، وافترقت الكلمة، ثم وثب
عليه شيعته وأنصاره وثقاته فقتلوه، ثم قام بعده الحسن بن علي فوالله ما كان برجل، عُرِضت عليه الأموال فقبلها، ودسَّ إليه معاوية
إني أجعلك وليّ عهدي، فخدعه وانسلخ له مما كان فيه، وسلمه إليه، وأقبل على النساء
يتزوج اليوم واحدة ويطلق غداً أخرى، فلم يزل كذلك حتى مات على فراشه..
اقول: ترى من الأكاذيب في هذه الكلمات ما
يحتاج إلى صفحات (وقد نذكره في تاريخنا لسيرة الإمام الصادق عليه السلام
والتعرض لشخصية المنصور العباسي)، بدءا من كلامه وقوله في أن ولد أبي طالب قد
تركناهم، والحال أنه هو مطلوب لهم ببيعة ملزمة، حين بايع النفس الزكية قبل أن يغدر
به، كما غدر بغيره، ثم سعى يطلب أبناء وأحفاد الحسن تحت كل حجر ومدر، حتى شهد
تاريخ المسلمين إلى ذلك الوقت أول حالة من منع التجول العام في المدينة والتفتيش
على البيوت بيتا بيتا للبحث عن أبناء عبد الله بن الحسن.. فهذا هو تركهم كما يقول
المنصور؟ وكلامه الأسوأ حول أمير المؤمنين عليه السلام الذي زعم بأنه ما أفلح
وحكم الحكمين واختلفت عليه الأمة ووثب عليه (شيعته!!) فقتلوه!! ويصدق القول هنا
إذا لم تستحِ فقل ما شئت.
وأسوأ منه كلامه الكاذب عن الحسن الزكي في
قوله «فو الله ما كان برجل» فبينما يقول النبي المصطفى عنه أنه سيد شباب أهل
الجنة، يخالفه هذا الطاغية فيقول ليس برجل، وبناء على ما نقله محدثو مدرسة
الخلفاء: إن ابني هذا سيد» بينما يقول عنه المنصور ذلك الكلام!.
وقد نقل المسعودي في النص السابق الترضي منه
على الإمام علي والحسن.. وأظنه إضافة من المسعودي لميوله الشيعية فإن سياق الخطبة
من الذم والشتم لا يتناسب معه الترضي بحال! والشاهد على ذلك أن من نقل النص
كالطبري 8/ 9 نقله خاليا من الترضي وهو المناسب للمنصور كشخص، وللخطبة في سياقها
الزمني والسياسي.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 46